غَجَر إنكلترا

          ( نقلها المؤلّف لتلاميذه في الصفّ الخامس)  

   في القرون المتوسطة هبط إنكلترا زمرةٌ من الأجانب السُّمرُ الألوانِ السُّودُ العيون. وكانوا يلبسون ثيابًا زاهيةً ويتكلمون لغة عربيّةً ويجيدون الموسيقى وصنع المعادن والتنجيم والسّحر.

   وهم قوم رُحَّل كالبدو وقد اضطُهِدوا في مطلع حياتهم هناك، وكلَّهم صاروا فيما بعدُ معدودين كشطرٍ جوهريٍّ من حياة الإنكليز القوميّة.

   والمرجَّح أن أصل هؤلاء الغَجَر من بلاد الهند؛ غادروا بلادهم أثناء غزوات تيمورلنك، وكانوا مشهورين بتدريب الخيل وترويضها؛ وقد مروا ببلاد العرب ولكن لغتهم حاكية من لغة الضاد، وانتشروا في بلدان أوروبيّة غير إنكلترا.

   وليس للغجر دين حقيقي وهم يبغضون الطلاق بغضًا شديدًا وإذا حصل مرّة ذبحوا جواد الزوج حزنًا وأسىً.

   وكان إذا مات أحدهم حوَّلوا مجرى غدير وحفروا في قاعة قبرًا ودفنوا فيه الميت وأعادوا الغدير إلى سابق مجراه.

   ويطوف الغجر البلادَ في عجلات كبيرة مقفلةٍ تقوم مقامَ البيوت؛ وهي على الغالب مزيَّنةٌ بالزخرف والنقوشِ الجميلة ومجهَّزةٌ بأدواتٍ أثريّة ثمينة.

   ومن عوائدهم حرق عجلة الميس، وتوزيع الأعمال؛ فالمرأة تتعاطى التنجيم والعرافة دون الرجل الذي لا يحق له شراء حصان أو سلعة إلاّ بعد أن يسأل زوجته؛ وهي تُعنى أيضًا بالإحتطاب وإيقاد النار وطهو الأكل.

   والغجر يحسدهم الشعب لحريتهم إذ يقضون نهارهم يتنعَّمون بالحقول الخضراء؛ وإذا أرخى الليل سدوله تجمهروا حول النار وأخذوا ينشدون الأغاني على أنغام القيثارة ويتسامرون ويتبادلون قصص الجدود.

                               جوهر الموقوع ياخور

                         من العدد 17- المجتمع العربيّ